الجمعة، 9 نوفمبر 2012

إستفيقي بين زنديّ


إستفيقي بين زنديّ

                              جيوفاني بولديني (1842-1931)

تُعاندني محطاتُ الارتحال،
الهُجرةُ إليكِ،
تُقلقُ ارتيابَ السنين.
أجلسُ عندَ تقاطعاتِ الذات،
أخبّئُ هواجسي
في حقائب النزوح من نزفِ جرحِ الشوق...
كلُّ شيءٍ معدٌّ
لأن نكونَ
فوق جناحِ طائر اللهفة....
كلُّ شيءٍ
ما خلا اندفاع الرغبة
في شرايين المسافات...
أعبرُ
إلى حيتان الضجرِ
إلى احتياطاتِ النشوةِ
لأنزعَ لحاءَ الإطمئنانِ
إلى مرافئ أنوثتِكِ...
أكوّنُكِ في شراييني نسغًا لأملٍ يعصى على التبخر،
أغوصُ عميقًا في ذاتي،
لأنتشلَكِ
من لُجَجِ عواطفي،
أبحثُ في ابتهاجِ مسامي
كيف تخترقين مسافات العشقِ إلى كياني،
كلُّ شيءٍ
مهيَّاٌ
لتسافري إليَّ،
لتحطي فوق غمراتِ عشقي،
لتنزلي عند شواطئ رجولتي
بابتهاجات اللذّة والشهوة والجنس...
×××

لا تتركي أيتُها الهائمةُ في عبورِ احلامي،
منافذَ يخترقها صقيعُ الهُتاف المكبوت،
فأجنحةُ النوارِسِ
تتركُ في الفضاء
ما يُشبهُ أحلامًا
لم تتكوّن في رحمِ الذاكرة...
إستفيقي في نبضي،
كما لا تتوقفُ تكتاتُ الثواني
عن إستنشاق الزمن.
تعالي إليّ
بكلِّ الجنون العاقلِ،
بكلِّ العقلِ المجنون،
لأن مشارب الحبِّ تعقدُ حواجب اللحظاتِ الهاربة...
×××

ها أنا،
بكلّ طقوسي
وأزياء عشقي
وتوارُد ارتعاشتي بحفيف قدميكِ...
ها أنا،
مسترسلٌ إلى أحلام عبورِ أنوثتِكِ،
ناسكٌ
ينتظرُ برارةَ عُريكِ
وعطشَ انهزامِ شهوتِكِ إليَّ...
ها أنا،
بكلّ مواهبِ اشتياقي إلى اقتحامِكِ لي...
بكلّ أعصابي، مشدودٌ إليكِ...
بكلِّ لهفتي،
أبني جسورَ اللقاءِ
فاستفيقي بين زنديَّ...
أنتظرُكِ...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق