الأربعاء، 29 يونيو 2022

مثلَ وشمٍ ينقزُ من عبورِ مسافاتِ الشوقِ

 مثلَ وشمٍ ينقزُ من عبورِ مسافاتِ الشوقِ

 
غيوم إدوارد ماري دوبوفي 1853 - 1909

***

 ننعتقُ من الظلٍّ،

مثلَ وحمةٍ تختفي تحتَ صقيعِ الجلدِ...

نختئُ في عُربِ الشغفِ

المائلِ إلى حنطةِ القلوب...

نستريحُ

كأنّنا وجبةُ قلقٍ تُرخى على جفني اليأس

ملاءةً

تنشرحُ كما ألوانُ الغروبِ المطمئنةِ إلى سهرِ متعةٍ هانئةٍ...

 

نسيرُ خلفَ حدواتِ الزمنِ المسافرِ/

مثلَ خيولِ تنزو في متاهاتِ البراري/

ونُغلقُ بوّاباتِ العمرِ المشدوخِ بالهروب...

 

ننعتقُ/

ولا نزالُ مثلَ وشمٍ يحتضرُ ليبقى باهتًا بلا ألوان...

كحبّةِ قمحٍ

تفتحُ قشرةَ سنابلها لعصفورٍ جائعٍ/

من قبل أنْ ينبتَ القمحُ على حفافي السفرِ

المحموم...

 

ننعتقُ من الظلِّ/

لنبقى

أنتِ وأنا

في خبائنا معًا...

حكايةً نُسطّرها على غلافِ كتابٍ

لا نزالُ نُهجّئُ

هنيهاتِ العشقِ البليدة فوق ارتعاشات جلدنا...

مثلَ

وشمٍ

ينقزُ من عبورِ مسافاتِ الشوقِ

في شقوقِ البهجة...

 

لننعتق من ظلّنا/

الخيالُ العالقُ على مسافةِ دربٍ/

تقطرُ/

عطورَ العاطفة شوقًا إلى عناقِ...

 

تمرّدي/

فلقدْ  أبقى ضوءُ الوجعِ

تنهدّاتِ العبورِ/

مكتومةَ الأنفاس...

 

مُدّي يديكِ...

أليسَ المدى المحموم فوق صدركِ

أجملُ ما في مسافاتِ العُمر؟

 

لننعتقْ/

أنتِ وأنا...

فالغيومُ لا تسترُ دائمًا ظلّ اللهفةِ...

 

لننعتق من ذواتنا!

إلى ذواتنا!

 

ميشال مرقص

 

3 شباط 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق