الأحد، 19 يونيو 2022

المراة التي أحبّ...

 المراة التي أحبّ...

 


بيار أوغوست رنوار 1841 - 1919

***

  

المرأة التي أحبُّ

ترفعني

بعيدًا...

 

المرأةُ التي أحبُّ

لا تعبأ بمواعيد/

هي الموعدُ الدائم

خارج أبعاد المحدود...

 

المرأة التي أحبُّ

تزهو برحيقِ

العاطفة ...

 

تغمرها

عطورُ الأنوثة

كأشهى ما تكونُ امرأة ...

 

هي

تجلو رمادَ اليأس/

لأنّها تحملُ سائل شهوتها

في يراعاتِ

الشوقِ المسنونِ/

على حدِّ العشقِ ...

 

تقترفُ

آهاتِ شعرها/

كسحرِ شلّالٍ

ينحدرُ من اشتياقِ الروحِ/

إلى تباهياتِ الرغبة ...

 

الروحُ

مشدودةٌ إلى المرأة

التي أحبّها/

كأنّما هي سلاسلُ

من أنغامِ

رقصاتِ العشقِ/

آنَ تغتلمُ الذكورُ ...

 

المرأة التي أحبُّ

ليست جميلة

فقط...

 

هي جمالٌ

يتجدّدُ في أعماقِ خلايا

ابتهاجي بها ...

 

هي دسمة الحضور...

 

هي

بلسمُ الإنتظارٍ...

 

هي

وارفةٌ الأنوثة/

عميقةٌٌ ينابيع شمسها/

في هاوياتِ جنوني بها ...

 

هي نحلةٍ/

يتكثّفُ رحيقها

في مدى رحلة الشهوة...

 

هي فراشةٍ

تتناغمُ ألوان حضورها/

في ابتهاجِ حقولِ معاصيّ ...

 

المرأة التي أحبُّ

هي نعمةُ أغواري التائقةِ/

إلى عُمقِ نسلها...

 

المتحدّرةِ

من غاباتِ المواعيد/

المشكولةِ بانسحاقِ العشق...

 

هي

سليلةُ شهيّاتِ بابل/

المكرّساتِ للعشقِ والجنس/

ولخمرة الشهوةِ المستباحة

في هياكل آلهةٍ شبقيّة ...

 

هي سليلة خمرةِ بابل المعتّقة

من أجيال الإنتظارِ

المرصودِ/

على شهقةِ الإمتلاء

برصدِ الجسدِ ...

 

بدنها كلماتٌ تتفرّدُ بمعاني الشهوة/

شيفراتٌ

تترقرقُ بزيتِ الرغبة/

بتواليف العطر الممزوجِ

بعطرِ أنفاسها/

بلهاثِها

يقطرُ عنبرًا ومسكًا ...

 

وإغرائها

يتناهى إلى مخزون الجنسِ

في ينابيع أنوثتها ...

 

المرأة التي أحبُّ

هي أن تكونَ الطمعَ والشهوة...

 

الرغبة والإمتناع...

 

العنوة والاستسلام...

 

المدّ والجزر في محيطاتِ الشوق ...

 

هي الإنتظارُ المكتومِ/

عند حدودِ الحلمِ المبتورِ

بصحوِ المحرقة!

 

الجسد المحرقة

 

الجسد التقدمة

 

الجسد المتمجّد بالشهوة...

 

بالشهقةِ...

 

بالحبِّ...

 

باللهفةِ...

 

بالكيانِ القابل للإنصهارِ

بذاتي ...

 

بذاتي الضائعةِ

في بدنِ حبيبتي...

 

في عشق المرأة التي أحبّ ...

 

في تلك المرأة الواقفةِ

عندَ أعتاب العشقِ المخصيّ/

في تلك المرأة التائهةِ

الراغبةِ/

في عشقٍ يتوالدُ أجيالًا من عشق ...

 

المرأة التي أحبُّ

أقطفها من أعماقِ عواطفي/

وقد كرّستها لها ...

 

هي تستحق

ولا ترغب...

 

هي التائهةُ

عن براري غيرتي

واندفاعي وأعيادي ...

 

المرأة التي أحبُّ

لا أعياد لها...

 

هي أعيادُ صفحات حياتي...

 

هي البدءُ

ولا نهاية...

 

هي نهايةٌ

من قبلِ أن يبدأ البدءُ ...

 

أبحثُ عنها

كأنّما أضعتُ ذاتي

فيها ...

 

بل ألتقيها كلّما أبحثُ عنها

في ذاتي...

 

ميشال مرقص

18 آب 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق