الجمعة، 3 يونيو 2022

إفتحي على مرايا أنوثتِكِ

 إفتحي على مرايا أنوثتِكِ

 ***

Berthe Morisot (1841 - 1895)

 

هل أنا تائهٌ في صحراء معكِ؟

هل أنا

مُشتّتٌ

على قارعةِ الضياع؟...

أبحثُ عن رغيفِ وهمٍ/

أفتّشُ

عن عناوينَ

طواها غروبُ البلحِ الأحمرِ/

عندما

كانتْ شمسُ

الغايةِ تتعرّى لتُبحرَ

بين شواطئ النهايات؟

 

هلْ

أقرأ أسفار الهوسِ المهموم/

المتبدّد في كرياتِ الرماد؟

 

أتناولُ ملاعقَ زبدِ الإرتعاش

وأقفُ

أسألُ عنكِ

حكاياتِ مسامِ ذاكرتي

ومواكب كتاباتي على جدران الماء؟...

 

نحنُ؟

لم يكن في ما بيننا

مداد التلاقي/

ولا حبرَ الهواجس والأحلام...

 

وحدنا كنّا نخترقُ ظلامَ

مسالِك الحبّ/

ومتاهات الشوق...

ونربط السلكَ الذهبيّ/

ليُنقذنا من اختلاط تلك المسالك...

 

هلْ أبحثُ معكِ

عن ولادة جديدة؟

عن تجدّدٍ

كما تفعلُ كائنات الطبيعة

وأشجارها/

عندما تتعرّى وتُجدّدّ ذاتها

في منعرجات التطوّر المتكرّر؟...

 

إفتحي عن جمالاتِ بدنِكِ

أيتها المسحورةُ

بإناء ذهبيّ يقطرُ من مساماتِك

تبرًا/

وحواشي

من طلح الزهور العاطرة...

 

إفتحي على مرايا أنوثتِكِ/

تلك المرايا/

كما تفعلُ الساحراتُ

في تعويذاتهنَّ

لجلبِ الحبيب...

 

إفتحي على إغراء مفاتنِكِ/

أيّتُها

المعاندةُ في خباءِ فصول الجفاف...

 

كلٌّ ما فيكِ

نداءاتٌ/

تلسعُ إشراق العُمقِ العاطفي...

 

كلُّ ما فيكِ

يلمعُ كما برقٌ صاعقٌ/

في أعصابِ الرغبةِ الخارقة ...

 

أنا لا أتيهُ في صحراءِ ذاتي/

بل أنا على أبوابِ فردوسِ

أنوثتِكِ/

لا أخلعُ جلديَ/

بل أنسحبُ إليكِ

كعاشقٍ علقَ بحبّكِ ...

أنتِ

ووجُهكِ يبوحُ بالشغفِ

الملتوتِ بعطرِ الإنطواء...

 

دعيني أتفرّسُ في أبجديّةِ عينيك/

ولا أعودُ

وأنا أفكّكُ شيفرة

ضلوعها/

في أسرار أغوار أحلامها...

 

كيف لوجنتيكِ

سحرُ شفافيةِ الألحان الرقيقة؟ ...

وأنا

ما بين شهقةِ عينٍ

ورغبةِ شفتينِ...

أتوسّمُ أنّني في ضياعٍ

لأعود من ذاتي إلى ذاتي...

 

وأنتِ

تتفتحين رغباتٍ

تملأينَ بها أعماقي

بدفء الحب...

 

أنا لا أعيشُ في دنيا...

أنا أعيشُ فيكِ...

 

ميشال مرقص

 

12 ت2 2020

هناك تعليق واحد:

  1. أيّتُها

    المعاندةُ في خباءِ فصول الجفاف...



    كلٌّ ما فيكِ

    نداءاتٌ/

    تلسعُ إشراق العُمقِ العاطفي...

    Très beau

    ردحذف