الخميس، 2 نوفمبر 2017

وأنتِ!ليلةَ تُسافرينَ في بدني...

 وأنتِ!ليلةَ تُسافرينَ في بدني...
 
             ( Gustav Klimt (1862-1918                 

لنعرفَ أنَّ الطريقَ موحشٌ،
لنعرفَ
أنّ جثث الفراغِ
تتحلّلُ
في أمعاء الزمن...
لنعرفَ
أنّ الدهشةَ تُسافرُ في مواعيدّ متناقضة...

البراعمُ
تنمو على أغصانِ الفكرِ الساخرِ
تقطفُ أحلامًا تُسافرُ
في عتماتِ الفراغِ الواشي بانتهاكاتِ العراء...

لا أعرفُ
كيفَ تلوحُ محطاتُ السفرِ...
لمْ اعدْ أقبعُ على طرقٍ مُقفرة،
لم يعد للمحطةْ حارسٌ عجوزٌ يحملُ قنديلاً
ويشدُّ على حبلٍ/
يُصعّدُ صفّارة المرورِ المثيرِ للريبة ...

صارتْ أجسادُنا تُسافرُ في عراءِ المجرّاتِ...
صرنا نلتقطُ
مواخيرَ الثقبِ الأسود/
ونمتطي حصانًا يهربُ من إسطبل المرّيخ...
لنُمعنَ في السفرِ...
لنُمعنَ في الهروبِ وراء مدار الذاتِ...

لم يعدْ يليقُ بنا هذا الخرفُ الساذجُ
حتى الكبرياء...

لمْ تعد مواعيدُ الرياءِ
قادرةً على تعبئةِ رمادِ الثعالب...

تغيّرَ قدرُ المحطّاتِ الزمنيّة...

تغيّرتْ مسافاتُ الأزمنة ...

نحنُ نقبضُ على حجمِ الزمنِ...
نقفُ عند فاصل منتصفِ الوقتِ/
ثانيةً قبلُ
ثانيةً بعدُ...
ولا نعرفُ كيفَ نلتقطُ الفراغَ الهائمَ بين ثانيتين...

هل هو رحمُ الأزمنة ؟
هل هي نُطفةُ الهذيانِ؟
لترحلَ عبرَ ناقلاتِ البصرِ إلى مجرّاتٍ/ تتكاثرُ...

الكونُ يتناسلُ بلا حبل...
الكونُ يتكاثرُ بلا علاقاتِ جنسية...
الكونُ يتوالدُ
بلا عواطفَ أو إنفعالات...

لا تُقيمي عندَ محطات الوداعِ...
الكونُ ينزفُ شريانَ هوسِهِ...

وأنتِ!
ليلةَ تُسافرينَ في بدني
تخترقينَ مجرّاتِ تكاثري فيكِ...

أليسَ نثيرُ الكونِ
ذهبًا وماسًا/
يُغطيّانِ شهواتِ بدنكِ...

ضعي مفتاحَ المحطّاتِ
تحتَ غرسةِ البنفسجِ...

إختبئي في ضلوعِ الرغبات...

ميشال مرقص


هناك تعليق واحد:

  1. Pourquoi ce désespoir???? Lemots d'amour sont nettement mieux... J'ai préféré la fin...

    ردحذف