الخميس، 5 أكتوبر 2017

جَدَلتُ لكِ خيوطَ الشمسِ لأخبّئَ نهديكِ...

جَدَلتُ لكِ خيوطَ الشمسِ
 لأخبّئَ نهديكِ...
 
            سلفادور دالي (1904 – 1989)


كانَ ظِلُّنا فوق العشبِ الأخضر،
حملتهُ فراشة...

صارَ ظلّنا فراشة...

صارَ عشبًا وزهرًا ...
ونسيمًا يعبرُ
بين مساماتِ الفرحِ المرصودِ
على شغفِ مرورِكِ...

يرتسمُ ظلُّنا
في عتمةِ الضوء ...
في ضوءِ العتمةِ ...
فوقَ مِدادِ العشبِ الأخضرِ ...
وصفحاتِ الغمامِ...

هنا شَهِدَتْنا غيمةٌ كانتْ تُلاحقُ الريحَ...

هنا ألقى علينا جدولُ الماءِ تحيّةً/
وراحَ يُسابقُ سمكةً...

هنا فوقَ العشبِ الأخضر/
كانتْ شمسٌ
وكانَ ظلٌّ ...
وجَدَلتُ لكِ خيوطَ الشمسِ
لأخبّئَ نهديكِ،
وغزلتُ ظلَّ عينيّ
لأحضنَكِ في دفئي...

تعالي إلى صَدَفَتَيْ عينيَّ/
إلى محارتينِ/
فبيوتُ اللؤلؤِ
مرصودةٌ لكِ/
محفورةٌ على عتبةِ الصدفِ العاشق
مرورَ الأحلامِ/
فوقَ شِباكِ الارتحالِ
في تكوينِ جنين اللؤلؤ...

كانَ ظلّنا فوقَ العشبِ الأخضرِ...

تُكرّرُ الفراشةُ أغنيتَها ...
تكتبُ فوقَ جناحيها قصيدةً لكِ،
وتختبئُ في قلبِ زهرةٍ
تُحاورُ نشوةَ الألحانِ الصاعدةِ
من رئتي مواسمِ العناق...

هنا في مساحةِ العشبِ الأخضر
كانَ ظلٌّ
وكانتْ شمسٌ...
كنتُ أنا ...
ورأيتُكِ أنتِ تعكسين نشوتي بكِ ...


ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق