الأربعاء، 10 يناير 2018

الزمنُ لا يتقدّمُ في العُمرِ يبقى بلا زمنْ...


الزمنُ لا يتقدّمُ في العُمرِ
يبقى بلا زمنْ...
  



تنسى السنواتُ أعمارها
فالزمنُ لا يتناوبُ في تدرّجِ الأعمار...
فتنسابُ لآلئُ الثواني جاريةً
مثلَ نفحةٍ سكرى
رائحتها من عبقِ الفجرِ الكائنِ بذاته/

تتثاءبُ أنغامُ الدقائقِ
كنهرٍ يجري فوق أكماتِ الكوكبِ الأحمرِ
من قبل أنْ يفقدَ
توازنه الحراريَّ...

هكذا تخيطُ الأزمنةُ طقوسَ التقدّمِ في تراكمِ السنين
فلا نعرفُ
مقاييس الأفلاكِ المتنافرةِ
في أبدانِ المسافاتِ الضوئيّة...

لأنّ لدورانِ الأرضِ
رتابةَ الأوقاتِ
تصيرُ أوراقُ الانغماسِ في تورياتِ الخوف
تحلمُ
بقفازاتِ الأشواقِ...

نقفُ عندَ حدودِ الانجراف/
تتقاذفنا
مواعيدُ الأنفاسِ المتقاطعةِ...
مثلَ عنوانٍ على الطريقِ...
يمحوه غبارُ العبثِ...

مثلَ ألوانٍ
تفقدُ حيويّتها الصارخةِ...

مثلَ ثمارٍ
تنخرها ديدانُ النسيانِ على أغصانها...

ليس للزمنِ عمرٌ
فهو لا يزالُ فتيًّا
منْ قبلِ أنْ يولدَ لا يشيخُ
لكنّ الزمنَ يقرضُ أعمارنا/
يتراكمُ في خلايانا
يحملُ إلى جيناتنا كسلَ الحياةِ...
يختلسُ
ذلكَ الفرحَ الممزوجَ باللهفةِ إلى بقاء...

ليتَ الكرةَ لا تدور/
فيبطل تعاقبُ العتمةِ والنور...
يتوقفُ الزمن؟

الزمنُ لا يتقدّمُ في العُمرِ/
يبقى بلا زمنْ...

ميشال مرقص


26 حزيران 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق