الأحد، 6 أكتوبر 2013

وهي ... تُمطرُ ...




 
وهي ... تُمطرُ ...

                     "المطر" – جوستينا كوبانيا – بولونية معاصرة

 

 

تعالي نزورُ حبّة التراب

وقد ارتوتْ...

 

تعالي نتفقدُ ابتسامتها،

بعدما أخصبها المطرُ...

 

أنظري كيف تتفتّحُ مساماتُها

ابتهاجًا،

أنظري كيفَ تنزعُ قميصُها

وتنفضُ غبارَ الترهُّبِ

لتصيرَ نقيّةً

نقيّةً

نقيّةً

مثلَ ابتسامتِكِ

وأنتِ تنعسينَ بعينيكِ

بعدَ ارتواء...

 

 

أنظري كيفَ تنضحُ

حبّةُ الترابِ سائلَها،

فالمطرُ

كفاها جدبَ المواسمِ

وأعتقها من لعنةِ الجفافِ،

وزادَ إليها بذور عشقٍ

للهائمينَ مثلنا

وراءَ عناقِ الملائكة...

 

أكتبي

في دفاترِ الأرضِ،

أنثري قمحَ حبركِ

في أسطرِ الكلماتِ المتدفقةِ شغفًا

فوقَ انبساطِ جنائن المطرِ،

هنا الطبيعةُ تُعلمّنا

أناشيدَ الإغواء

وأهازيجَ التواصلِ،

ورغباتِ الاحتضان،

وتسيلُ دفقًا في متعِ الارتواء

النازفِ من جرحِ غيمةٍ

كتمتْ بحبوحةَ العطاء...

 

أنتِ جسدُ الطبيعة،

أنتِ أثيرُ آلهاتِ الغاباتِ والتربة والهواء والينابيع،

والصيد البرّي...

 

أنتِ للخصبِ والحبّ آلهة

مكنونة على اسمِ المطرِ

المتكوّن في شرايين بهجتي...

 

أمطريني سخاءكِ،

وانظري إلى حبّة التراب

تبتسمُ

وقدْ تمتّعتْ

بطقوسِ العشقِ مع المطر...

 

أسكبي حبرَ أنوثتِكِ

ليُبرعمَ جمالُ عُرْيكِ

خصبًا ...

 

فالتربةُ حبيبتُنا

وأنتِ

تُربتي حيثُ أنمو ... وأعيش..

 

ميشال مرقص

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق