الثلاثاء، 16 يوليو 2013

أحبُّكِ لأُحبّكِ ...





أحبُّكِ لأُحبّكِ ...


                             "الحب الكبير" – غوستاف كليمت (1862-1918)


أحبّكِ كشهقةِ طفلٍ
أغوته فراشةٌ
فراحَ يلاحقُ ألوانها...
ويخطُّ بيديه الصغيرتين
مدارَ طيرانها،


أحبّكِ
مثل انسيابِ الموسيقى
في مناجم أحاسيسي
وعُمق استسلامي الرهيف...
لأحلامي بكِ..

أحبّكِ
مثلَ رفيف جوانحِ طائرٍ
يخطُّ في صفحةِ الفضاءِ
حرّيةَ قصائده،

أحبّكِ
مثلَ وشوشةِ النسيم
لحبقِ الصيف...
ليُعطّرَ جسمهُ بمسامها...

أحبّكِ
كمشتاقٍ
يشتهي أن يرى نفسه في عينيكِ
ويغيبَ عن ذاتِه
كلّما ابتسمتِ ...

أحبّكِ
مثلَ بريقِ نجومٍ
تتغاوى في كفِّ عتمةٍ
وألتقطُ لكِ
حبرَ دهشتها...

أحبّكِ
مثلَ عطرٍ
يشتهي رحيقهُ
فوقَ عُريِ بدنَكِ...

أحبّكِ
مثلَ نبضٍ في خلايا أنوثتِكِ
يهتفُ
كم يشتاقني ...

أحبّكِ
مثلَ سكرةِ نُعاسٍ
يخطرُ طيفُكِ في شفافيتها
وينامُ بينَ ذراعيَّ...

أحبّكِ
أن تبتسمي
وتضحكُ الحياةُ لنا
ويغمرنا شوقٌ ...
ولا تتوقفُ الضحكات...

أحبّكِ
وأنتِ تبحثينَ عنّي
وأنا أختبئُ
في خلاياكِ نسماتٍ...

أحبّكِ
كيفما تتوجّهُ الرياحُ
لتحملَ ذراعيَّ إليكِ
وأغمركِ
بعطرِ لهفتي المتشوّقة لكِ...

أحبّكِ...
لأنّي أحبُّ أنْ أحبَّكِ...

فلا تتورّطي في حبّي
لأنّه يُجنُّ بكِ

ويقفُ عند حافّة الانتظار...

أحبّكِ
لأحبّكِ
فلا تلتزمي ...
لأنّ الحبَّ حرّيةٌ ...
وعطاء...

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق