الأحد، 11 ديسمبر 2011

جنائن العشق

جنائنُ العُشق
                        "إلهام الشاعر" - زيتية لـ نيكولا بوسين - فرنسي - 1629-163


تعمّقتُ في أبجديةِ خطوطِ يديَّ،
هجَّأْتُ تعابيرَ خطِّ القلبِ،
وموشّحاتِ الحُبِّ،
وشِعابِ رسومِ الشوقِ والشهوةِ...
فعابني عجزي عن إدراكِ إطلالتكِ،
في اللوحةِ السحرية.

شهدْتُكِ تصعدينَ إنسيابَ التعرّجاتِ،
آتيةً
من بوحِ الشوقِ،
وزُرقةِ سماء البوحِ المترامي
في محيطِ عينيكِ.

وحدي تختارُني الدهشةُ،
إلى براعمَ عشِقَتْ نبيذَ الاشتياق،
وفتحَتْ في أشواقي،
كتابًا جديدًا،
فصلاً جديدًا،
حرفًا جديدًا...
ونَفَضَتْ غبار الزمنِ
عن شهوةِ القِنديلِ العتيقِ،
الذي لوّنَ أمسياتِ الحبِّ،
-     للقرصانِ العاشقِ-
قربَ ساريةِ الشِراعِ المتمادي،
فوقَ سُرَّةِ لذائذكِ
ودفءِ نهديكِ...
وأنتِ تحملينَ إليَّ
صواعقَ الابتهاجِ
المنسيِّ عندَ شفتيكِ...
بعيدًا... تسرقانِ الشهدَ البريَّ،
همجيّتانِ...
تكادان تخترقانِ رئتيَّ،
وتغلقانِ أضلعي
ضِفّتين،
وتجعلانِ من صحراءِ لهفتي،
واحةً
تعبرها سنونواتُ الحبِّ
ووشوشاتُ الفراشات...

كلّما قرَأْتُ أبجديَّةَ الحبِّ
في خطوطِ يدي...
رأَيْتُني أتهادى نحوَ قُطبكِ،
منجذبًا
تائهًا في عجائب أنوثتكِ...
أقفُ كالصنمِ حينًا...
وأُبحِرُ بعيدًا عن ذاتي
في مجاهلَ لذّةٍ تتوسّدُ شفاهي
وتقتلِعُ جذوري من مسامها
إلى مدارٍ يقوى جاذبيةً
على مدارِ افتتاني بكِ...

لا أزالُ يا سيّدتي،
أتعلّمُ أبجديَّتَكِ.
لا أزالُ أُفَتِّشُ عن حلِّ ألغازِ
حروفِكِ...
لكنّني أخشى يا سيّدتي،
أنْ تصيرَ مسامي كلُّها
متلَهِّفَةً إلى الإلتصاقِ بعريكِ،
فلا أقوى أنْ تكوني شمسها...
وأنا أحترقُ
لأصيرَ فاتحًا همجيًّا،
أروِّضُ طغيانَ جنسِكِ
وأفرِشُ لقدميكِ
طريقًا إلى عشقي،
تُمطِرُ ضوءًا سخريًّا
لعبوركِ إليَّ....

ميشال







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق