الأربعاء، 20 مارس 2013

أبحثُ عنكِ ... لأستعيدَ هوّيةَ عينَيَّ


أبحثُ عنكِ ... لأستعيدَ هوّيةَ عينَيَّ


              اللوحة - سلفادور دالي

 
أبحثُ عن هدوءِ أنوثتِكِ
في ليالي المُدنِ الثائرةِ على ذاتها،
تغتالني
الأرصفةُ في نُسكها،
المائتونَ فوق أراكيلها يحتسونَ شراب الهمّ
ويُدخنونَ
جنونَ الهذيان...
تصوّري معي
كيف تغيّرتْ معالمُ الضحكات،
كيف فقدت الابتساماتُ ديكورها البسيط الهادئ،
كيفَ أنّْ
بلاهة التحيّاتِ
تحفرُ على جدرانِ المدينة الخليعة،
مجونَ اللوثة...
نمضي يا سيّدتي،
إلى الحلمِ،
نصطادُ في الشباك المهترئة...
عباءاتٍ تنفضُ رمالَ الحضارات الجوفية...
أبحثُ عنكِ
لأستعيدَ هويّةَ عينيَّ،
كنتُ أنتظرُكِ،
وأعرفُ كيفَ أنّ لونَ شعركِ
يُضيءُ شمس النهار،
فتلوّنُ الأرصفةُ جبينها،
وأذوبُ لهفةً وأنا أنسحبُ إليكِ من ذاتي...
لمْ تعدِ المدينةُ،
من عُمرِ شبابنا،
ولا في أهمّيةِ طموحاتنا،
ولا في مستوى أحلامنا...
نسيتْ كؤوسَ شفاهنا،
وهي ترتمي في أحضان الغُربة،
وتنعى هيكلها العظميّ...



لا تنسيّ يا سيّدتي،
يديكِ بين يديَّ،
لقد أزهرتْ المدينةُ...
وشُفيتُ من جنوني...
ها أنا
أحملُ ابتسامتي وأمشي،
وأخشى أنّ مسامَ يدي،
لا تنسى
رسائلَ الصمتِ
المشبوب،
بودِّ الأنوثة..
ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق