الأحد، 7 يوليو 2019

دعيني أعودُ من مائكِ


دعيني أعودُ من مائكِ

                                                  Stanislav Plutenko, 1961..




هاتيني
لمْ أعدْ أحتملُ ذاتي مشرّدًا
في مجاهل عُريكِ...
هاتي ذاتي...
فأنا سلختُ آهاتي الحائرة
وتركتها
تتلوّنُ بنقاء لُهاثِكِ...
دعيني أعودُ من ذرّاتِ عرقكِ ...
من مائكِ
السائح شهوةً
من عطرِكِ المتفلّتِ الإزار
في أبعادِ حكاياتَ اللهفة...
هاتيني
واتركي سحركِ ينسابُ في ذاتي
في الكائن المشبوبِ بكِ
في تقاطعِ الشهواتِ
في غمار الحبَّ والحنانِ
وقد نسي كلٌّ منّا
نبضَ
احتراره في كيانِ الآخر...
هاتيني
واتركي للجسدِ أنْ يتذكّرَ
أنْ يخرجَ من النسيانِ...
فالجسدُ
يدورُ في فلكِ الذاكرةِ المعسولةِ
على تقرّحاتِ الحبَّ...

هاتيني
وتباعدي وأنا أتقاربُ
وتقاربي عندما أتباعدُ...
فأقواسُ التلاقي
تعبرُ في جزيئاتِ العشقِ جنوني...
تخطرينَ
من حكاياتِ أجيالٍ
نسيتَ ارتحالها
إلى قُطبِ الشوقِ...
ناعمة
ناعسة...
تتركُ ابتسامتُكِ
شفقًا قطبيًّا غزيرُ البوحِ الملوّن...
تترُكُ نداءاتُ وجهُكِ
حيرةً
ما بينَ القبلة والقبلةِ...
وأتمادى في انجذابي لأنسى ذاتي...
أعيديني إلى ذاتي...

ميشال مرقص

24/5/2019         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق