مراهقتُكِ نحتت شهوتي...
Norwegian painter (1857-1913)
***
لا يزالُ حلمي
عاريًا
فوق وسادة
الأشواق...
لا يزالُ يلوحُ
مثل ضوء ساريةٍ
في عتمةِ العشقِ/
وتحت قبّةِ
قبلةٍ عذراء/
تتواكبُ متلهّفةٍ
وراء مرارةِ
السراب ...
كلُّ الأمورِ
تفتحُ أبوابًا
على محيطِ
الأمنياتِ/
ملكاتِ الفكرِ
المجروحِ
بخيالٍ/
يجترُّ نمطَ
الإنعزالِ
المحبط...
لا أسوارَ
تفتحُ جناحيها
لعبثِ الفطرةِ
...
يأتي العشقُ
مزنّرًا بشريطه الشوكي...
يلتفتُ
إلى خيالِ الصمتِ/
ويرتجفُ
صوتُ البوحِ/
في بحّةٍ تكادُ
تخنقه ...
في الأفقِ
حيثُ تلمعُ نجومٌ
سكرى
بوميضِ النورِ/
ترتسمُ دلالاتِ
السعادةِ الحزينة/
تلكَ
تُنكّسُ راياتِ
الإستسلامِ/
وتُبحرُ إلى
مرافئ/
قد تلتقي فيها
بأشواقٍ هي
الأخرى
تكبدّتْ
أسفَ العشقِ ...
أحتويكِ
كما تحتوي
القارورة
عطرًا مكثّفُا/
كلّ جدراني تعبقُ
بعطرِ أنوثتِكِ
...
أحتويكِ
كا تحتوي أفكاري/
على أحلامي بكِ/
على آمالي وآلامي
...
أحتويكِ
كما تحتوي
الوديانُ
أغاني الرياح/
والمحيطاتُ
أسماكَ الحبِّ/
ومرجانَ القلوبِ
المهلّلةِ
بألوانِ
الأمنياتِ ...
لكنّ أمزجةَ
الحبِّ
تُغلّفُ تراثَ
العشقِ في داخلي
...
لا يُمكنُ
للأمورِ أْنْ تبقى
كما هي ...
لا يُمكنُ
للعاطفةِ
أنْ ترسو
على مرفأ
يهجرها ماؤه ...
وتترسبُ
رمالُ العشقِ
ذاويةً
في قعره ...
كلُّ الأمورِ
تجري
بحسبِ
تيّاراتٍ نجهلها...
كلّ الأمور
تتسبّبُ
بالطعنةِ النجلاء...
وأنا أتمنّى لو
تكوني الحياةَ
بداخلي ...
بل تكادينها! ...
سأهجرُ أغصانَ
اشتياقي
وملاذاتِ عاطفتي
...
تكادُ قشورُ
شجرتي تيبس
وتجفُّ نسوغُ
أغصاني ...
وموارد عاطفتي
تتشبّثُ
بندرةِ الرطوبة
...
سأهجرُ
وتبقى طيورُ
القلبِ
في حنينٍ
إلى مواطنِ
أوكارها/
وأعشاش دفئها ...
هكذا ترسمُ
أجنحتها
في فضاء
الوجدِ واللهفةِ
الحارقة ...
علاماتِ سكونٍ
لأبجديّة
عصي عليها تفكيك
شيفرتها ...
...
سيبقى رحمُ
الذاكرة
يتوالدُ
بأنوثتِكِ/
سيبقى طيفكِ الإفتراضي
يملأُ ثكناتِ
رغباتي ...
ستبقى
أبجدياتُ
"الودّ" الخجولة
والرغباتِ
المفطومة عن
البوحِ/
إشعاراتٍ خرساء ...
ستبقى صفحاتٌ لها
في صناديقِ
العشقِ/
ملفّاتٍ تُزهرُ
ومضاتٍ ساحرة ...
كلُّ
دفاتر الأنوثة
الملتوتة بطحينِ
الإمتلاء بكِ/
وبعسلِ الإبحارِ
في عينيكِ/
والإغتناء
بأنوثة بدنِكِ
ولفتات انتظارِ
رسائل منكِ ...
ستبقى
تنتظرُ لمساتِ
اشتياقي ...
مراهقتُكِ
نحتت شهوتي...
عُريُكِ
رسمَ تلهّفي...
نهداكِ
خطّطا لاغتيالي
...
عيناكِ صمّمتا
على اختطافي ...
شفتاكِ
هجرتا أعشاش
انسلاخي إليكِ
نحوَ غيري ...
فطوبى لكِ ...
والسلام!
ميشال مرقص
14
أيّار 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق